في الذكرى الرابعة لثورة الياسمين

في نظري، فإن الثورة التونسية هي الثورة الوحيدة الأصيلة genuine من بين ثورات ما يطلق عليه الربيع العربي. ليس بسبب مآلها فقط، ولكن كذلك لأنها الوحيدة التي ينطبق عليها _في نظري_ المفهوم الفلسفي للحدث event كما حدده الفيلسوف الفرنسي المعاصر ألان باديو. ويضيف ألان باديو أن من وسائل التعرف على الحدث وتمييزه عن الحدث الكاذب، هو وجود ما أسماه evental site يهيء للحدث قبل وقوعه، وهو ما كان متوفرًا في الحالة التونسية فقط _في نظري كذلك_(ويمكن وضع مؤشرات لذلك، مثل مستوى تعليم عموم التونسيين، الثقافة المختلفة للإسلاميين، الجهوزية للحوار، وغيرها من المؤشرات)

و في حين كان سيناريو الثورة التونسية أصيلاً كذلك، إذ تحدد بتجربتها الذاتية فقط، صنعت تونس model جاهز لباقي الثورات. وهو النموذج الذي يبدأ بتنحي الرئيس المستبد بالحكم، ثم فترة انتقالية وتأسيس دستور….الخ المشكلة أنّ الثورات الأخرى عملت على محاكاة تلقائية لتجربة تونس دون أن تلقي بالاً إلى أنها تجربة فقط ولا يجب أن تكون نموذج. إذ يختلف تاريخ دول الثورات اختلافًا جذريًّا _في تصوري برضه_ على عكس ما يتوهمه القوميون والإسلاميون على السواء. وبالتالي، فإمكانات المستقبل مختلفة.

والله أعلم 

Submit comment

Allowed HTML tags: <a href="http://google.com">google</a> <strong>bold</strong> <em>emphasized</em> <code>code</code> <blockquote>
quote
</blockquote>