شهادة على مجزرة المنصة

الشاهد: حسام مجدي

النشر الأول: نشرها على صفحته الخاصة على فيس بوك بتاريخ  27/7/2013 الوقت 07:46 صباحًا هنا

الحدث: مجزرة المنصة في منطقة رابعة العدوية بالقاهرة التي شهدت اعتصامًا لمؤيدي الرئيس المعزول مرسي

زمان الشهادة: حوالي 04:00 ص إلى 05:15 ص  

نص الشهادة:

دي شهادتي على اللي حصل النهاردة عند المنصة … أقسم بالله العظيم إني صادق في كل ما سأرويه .. 

=============================

كنت في اعتصام رابعة حوالي الساعة 11[1] .. من كتر الزحمة معرفتش أكمل لغاية جوه .. رجعت عالبيت عشان اتسحر و عزمت على النزول في اليوم التالي .. و أنا بتسحر مع أهلي جاتلي الأخبار إن فيه ضرب فالاعتصام .. استنيت لما أهلي مشيوا و نزلت .. 

في الطريق جاتلي فكرة الدخول بين جنود الشرطة لنقل الواقع كاملًا من هناك .. لفيت لفة كبيرة عشان أعرف أوصل لمنزل كوبري أكتوبر من ناحية الأوتوستراد .. 

وصلت وقت إقامة صلاة الفجر يعني تقريبًا الساعة 4  وركنت عربيتي خلف عربيات الأمن المركزي اللي كانت راكنة أسفل الكوبري .. كان الضرب بعيد عند قبل النصب التذكاري من ناحية نادي السكة بشوية صغيرة .. لقيت مجند ماسك آلي و واقف مبيعملش حاجة و بيريح مع زمايله .. عرفت بعد كده أنهم بيبدلوا مع بعض كل شوية عشان العساكر بتتعب .. اتكلمت مع العسكري :-

– إيه اللي حصل يا دفعة ؟! 

– الإخوان كانوا عايزين ينصبوا خيم فالشارع دخلنا نتعامل معاهم .. 

– و إيه عملتوا معاهم إيه .. 

– أنت شايف إيه (( شكل الشارع و كأننا كنا فحرب )) .. اتظبطوا .. 

– حد مات ؟!

– مش عارف … (( طول منا بكلمه فيه صوت ضرب نار بأصوات مختلفة )) 

– و إيه الصوت ده ؟؟! .. ده حي مش خرطوش ؟!

– حي .. ده مسدس 9 .. 

– الإخوان اللي بيضربوه .. ؟!

– لأ إحنا ..

– يا نهار اسود .. و بتقتلوا فيهم ليه ؟! (( في اللحظة دي واحد زميله قرّب علينا ساعتها حسيت الجندي ارتبك كده )) ..

– يا عم نقتل إيه .. ده في الهوا كده عشان يخافوا .. 

انتقلت ساعتها لقدام شوية .. كانت ريحة الغاز فظيعة في الجو .. وقفت شوية لغاية ما نَفَسي ياخد على الغاز من خبرتي بالغاز يعني .. طبعًا طول ما أنا ماشي ضرب النار شغال من غير ما يقف تقريبًا غير فترات قصير جدًا و كأننا في حرب .. لقيت العساكر واقفة قدام معاها سلاح .. وسطها ضباط شايلين آلي .. فيه منهم كان لابس مدني و رابطين الرشاش من رقابهم .. 

العساكر كانت بتضرب نار بشكل مباشر .. مش تهويش و لا في الهوا زي ما قال العسكري .. قصاد عيني .. الإخوان كانوا عاملين دُشم قدام و بيستخبوا وراها .. 

طبعًا أنا كنت لسه مقربتش أوي من العساكر عشان معرفش المعتصمين بيردوا بإيه .. مكنتش مآمن أوي يعني .. فكنت بقرب بحذر .. بس كنت شايف شباب واقفين جنب الضباط عادي و لا كإنهم في فسحة .. و بيهزروا معاهم في وسط المعمعة دي .. واحد فيهم بيقول لضابط : إيه يا عم متخشوا تخللصوا خالص بقى ؟! .. رد و قال : احنا كل شوية بنخش نظبطهم كده .. !

و أنا بقرب كده كنت بشوف قصادي عيال شكلها غلط قاعدة جوّه عربيات المعتصمين اللي متكسرة على الطريق و اللي كانت مركونة قبل الضرب في الأوتوستراد .. لما قربت منهم لقيتهم بيسرقوا منها كل حاجة ( كاسيت , سماعات … الخ ) .. العيال دي كنت شايفهم بيتجمعوا مع بعض و كأنهم مجموعة عارفين بعض ناحية الرصيف اليمين قرب المنصة و ورا الضباط .. كلهم شكلهم بلطجية مش من المنطقة خالص .. 

بدأت أقترب أكتر لما لقيت الشباب اللي شكله نضيف من المنطقة يعني واقفين عادي جنب الضباط و العساكر من غير أي رد من المعتصمين  .. لغاية لما وصلت للخط الأول بتاع الضرب تقريبًا .. كان بيني و بينهم 3 متر بالكتير ..

في ظل كل ده و على مدار ساعة تقريبًا كانت المجزرة شغالة ضرب نار متواصل من الشرطة .. و مكنتش بشوف أي رد من ناحية المعتصمين  غير إني سامع صيحة : ” الله أكبر ” … و مشفتش أي مصاب خالص لا من الشرطة و لا من البلطجية و لا الشباب بتاعت المنطقة .. غير واحد كان واقف قدام أخد طوبة تقريبًا و كان كتفه فيه جرح ! .. و الله على ما أقول شهيد ! .. و من آن لآخر واحد من المؤيدين يضرب ألعاب نارية بتنضرب في السما على مستوى قريب .. تقريبًا كان يقصد تيجي في العساكر بس معرفش .. ! .. مكنتش عارف أصور لأني لما حاولت أعمل كده حذرني واحد من شباب المنطقة اللي كان واقف إن لو حد شاف الموبايل هيكسره .. فنويت أصور في الخفاء لما تيجي الفرصة .. 

فجأة لقيت الضباط  بتنسحب من المكان .. و لقيت العيال اللي شكلها غلط دي بدأت تطلع هيه في خط المواجهة .. و بدأوا ضرب في المعتصمين بالطوب .. عددهم كان كبير فمعرفش إن كان معاهم سلاح فعلًا و للا لأ  .. بس أنا مشفتش في إيدهم سلاح ناري .. و كانوا شغالين بالطوب و الباراشوتات (( نوع من أنواع الألعاب النارية )) على المعتصمين .. 

كنت انسحبت لورا شوية قبل ما يحصل إن البلطجية تخش عشان كنت عايز أصورهم و همه بيسرقوا العربيات من غير ما ياخدوا بالهم (( صورتهم فعلًا و هبقى أرفع الفيديوهات إن شاء الله )) .. اقتربت أكثر .. و بقيت تقريبًا في الصف الأول مع البلطجية في مواجهة الإخوان .. 

بدأت آخد جنب عند السور بتاع جامعة الأزهر عشان ابتدي أصور .. 

مكنتش سامع حاجة غير تكبير من ناحية المعتصمين .. فجأة زاد التكبير بشكل كبير .. و لقيت البلطجية بتجري و المؤيدين بيهجموا بأعداد كبيرة .. كان البلطجية بيجروا في اتجاه عربيات الشرطة ناحية الكوبري هربًا من المعتصمين اللي كانوا بيجروا عليهم في نفس الاتجاه  .. هجوم المعتصمين كان بالطوب و بيهتفوا ” الله أكبر ” بصورة مرعبة،  كنت لسه بجهز التصوير لما لقيت كل اللي حواليا بيجروا و المؤيدين داخلين عليا … طلعت أجري طبعًا معاهم لغاية أول الكوبري .. فجأة لقيت عربيات الأمن المركزي راحت مشغلة السارينة  .. و طلع الضباط في الوشّ  – تقدم الضباط في المواجهة ضد المعتصمين بدلًا من أن يهربوا في اتجاه الكوبري كما فعل البلطجية – و بدأوا ضرب نار كثيف لدرجة إني كنت بجري جنب السور و بدأت أوطّي راسي و أنا بجري خوفًا من إن تيجي رصاصة فيّا بالغلط .. كان ضرب النار  شديد بالآلي و أسلحة أخرى مع الغاز أيضًا .. 

وقفت تحت الكوبري بستجمع أنفاسي و أنا مش مصدق المجزرة اللي بتحصل ! .. ساعتها قررت إني أركب عربيتي و ألفّ أقف مع المعتصمين .. فجأة لقيت عربيات الأمن المركزي و الضباط بيركبوا عربياتهم و ماشيين

 .. سألت واحد فيهم : رايح فين يا دفعة ؟! ..

 قال : ماشيين ..

قلت : خلاص كده ؟ ..

 قال : هنعمل إيه احنا هنا من الصبح ..

 قلت : يعني خلاص كده محدش هييجي مكانكم ..

 قال : إن شاء الله …..

وقتها قلت إنهم خلاص مشيو

لكنهم كانوا بيبدلوا ورديات.. مشيو و جه بعديهم طقم تاني

أنا كتبت الكلام ده شهادة مني لله وحده .. و الله شهيد على صدقي و مسؤول أمامه على كل حرف كتبته ..

 اللهم عليك بالظالمين القتلة السفاحين و من يناصرونهم بعلم .. اللهم رد كيدهم و احفظ دماء عبادك … اللهم عليك بهم فإنهم لا يعجزونك .. اللهم رب العباد زلزل الأرض من تحت أقدامهم و بث الرعب في قلوبهم و انصرنا فإنه لا ناصر لنا إلا أنت .. اللهم إنا لا نملك سوى الصمود و الدعاء .. و لا حول و لا قوة إلا بك .. و لا حول و لا قوة إلا بك .. و لا حول و لا قوة إلا بك .


[1]  ليلة 26/7/2013

Submit comment

Allowed HTML tags: <a href="http://google.com">google</a> <strong>bold</strong> <em>emphasized</em> <code>code</code> <blockquote>
quote
</blockquote>