محمد هاشم يتذكر فض اعتصام رابعة

اليوم، بعد 3 سنوات على ذكرى فض اعتصامي رابعة والنهضة، يتذكر مححمد هاشم هذا اليوم، ومشاركته فيه. النص الأصلي هنا.

“أيقظتنى زوجتى فى مثل هذا اليوم من ثلاث سنوات صارخة (الحق بيفضوا رابعه ) فقلت لها مستنكرا ( مين المجنون اللى ممكن يفكر فى حاجة زى دى ) انا لم اكن اتوقع اصلا ان يقبل اى مجنون على فض اعتصام رابعه بالقوة فمن يقبل ذلك قطعا ليس مجنونا هو يعانى مرضا اخر غير الجنان ، استيقظت امام شاشة الجزيرة مباشر لاننا كنا ننام امامها رغم قناعاتى بسذاجة فكرة الاعتصام لكن قناعات اخرى تقول ان فض الاعتصام بالقوة سيكون نهاية لهذا الوطن سيكون نوعا من الموت البطئ لهذا الوطن ، تيقنت ان الاعتصام يفض ارتديت ملابس طقم رياضى اعتدت ان ارتديه منذ الثورة للتفاؤل به ولم يخيب ظنى مرة واحدة ، ركبت سيارتى تعتيم قوى من الاذاعة المحلية وانا وقتها لم اكن اخمل. هاتف ذكى ، وصلت الى ش مصطفى النحاس تقريبا عند الثامنة صباحا ووجدت تجمعات بدات تظهر نساء ورجالا لايبدو على هيئة غالبيتهم انهم اخوان او تابعين لها ، وجدت فيهم امهات واباءهرعت لانقاذ فلذات اكبادها زوجات تهرول لتكون بجوار زوجها ، ابناء يبحثون عن اخوتهم وابيهم ، وفريق اخر ذهب لانقاذ اصدقائهم ومنع المجزرة ، كنا نظن ان العدد لو زاد لتراجع القتلة ولكن توقعت ان نجد صعوبة فى دخول الميدان فاقترحت ان نشكل مسيرة مجمعة وندخل من احد الشوارع الجانبية وبالفعل دخلنا فى سهولة وكنت متعجب من ترك الداخلية لتلك المساحة بعدها علمت ان صديقى الملائكى عاصم الجمل استشهد على مدخل رابعه برصاص قناص فى نفس مكان سيرنا فيبدو ان الله يصطفى شهداؤه في اثناء سيرنا كان سكان مدينة نصر محكمون غلق نوافذهم وقله ممن كانوا يرحبون بالمسيرة دخلنا الى ميدان رابعة وعند المدخل وجدنا طفلا ملقى فى سيارة دماغة منفجرة وهنا عمت الصدمة وهنا صاح احدنا ( استحضروا الشهادة يا جماعة ) الكل استحضرها فصاح. اخر (الله اكبر ) فكان الترديد مرجفا لقلبى ، دخلنا الميدان من بوابة المنايفة المجاورة لمستشفى رابعة وعند دخولنا صاح المعتصمون ( الله اكبر ) مع تكبيرات العيذ وهو مالم افهمه فوجدنى شابا وسئلنى ( هو فيه مسيرات تانى جاية اصل انتم اول مسيرة من الصبح ) خفت ان اقول له اننى رايت تجمعات قليلة فقلت له ان شاء الله الميدان يتملى ، تجولت فى الميدان فنظرت اسفل الخيم وجدت مصابين وقتلى يحملون الى المستشفى باعداد كما لم ارى من قبل ، هاتفت اسماعيل الاسكندرانى قلت له ( لازم تنزل ده اهم يوم فى حياتك ) وبالفعل نزل اسماعيل وكان توثيق اسماعيل لعدد الضحايا واسمائهم هو من اهم توثيقات المذبحة ، وجدت ابى يهاتفنى فصرخت قلتله السيسى هيقتل ابنك ابقى ايده فجاءنى صوته( ارجع يا بنى دول عالم ظلمة ) قررت وقتها ان اذهب للصفوف الامامية ، فى الصفوف الامامية لاتتعجب ان سقط من بجوراك فوجدت راسه منفج وقطع من مخه تتناثر عليك او اخر يصاب فى قلبه فترى النور يخرج من ظهره الى بطنه انه نور الشمس لانا الطلقة تركت فتحة كبيرة ، لان الاستهداف كان بطلقات مضاده للدروع، كل هذا كان مصحوبا بهذا الصوت الخبيث ( السادة المواطنون هذا الاعتصام يتم بفضه باوامر من النيابة العامة ) هذا الصوت كان مصحوبا بزخات طلقات وبين كل نداء ونداء عشرات القتلىً، الاخوان كانوا مكتفين باطلاق المولتوف والحجارة وحرق العجل ومحاولة بناء عائق يعيق دخول المدرعات التي كانت تستطيع ان تقتحم ولكنه الخوف وسياسة الارض المحروقة ، اشتد القتل لدرجة ان ماسورة. مياه انفجرت والماء يجري في الارض بلون الدم الاحباط اصاب الشباب ام الكبار فاكتفوا بالخيام وهنا تقدمت جرافة ولكن ظهرت فتاه تمشي واثقة شامخة بنقابها تجر شوالا من الحجر دون ان تنحني لثقله والقت الشوال امام الشباب فتتبعها فتيات اخري يقذفن الحجارة وهنا هبت الحياة مرة اخري( لله در فتيات الاخوان ) مع اشتداد الحماس اشتد القتل جثث ملقاة رجالا اصابهم القهر طفلا يبكي يبحث عن ابيه وامه وزوج جالسا بجوار جثة زوجته واب فقد النطق امام جثة ابنه ، القهر اصاب الجميع وهنا صرخت في السماء ( انت مستني ايه ، انت ازاي موافق وساكت انت ازاي عدل ) فخرجت من الاعتصام وان اشك فى وجود اله وفى وجود دين لان ما حدث اشد عدوانا من قوم صالح وعاد وثمود ونوحا ولوط فلماذا لم يتدخل الله؟ وبعدها عرفت اننى لست الوحيد من وصل لذلك والحمد لله الذى ردنى اليه مردا جميلا

Submit comment

Allowed HTML tags: <a href="http://google.com">google</a> <strong>bold</strong> <em>emphasized</em> <code>code</code> <blockquote>
quote
</blockquote>