العالم متفرجًا.. ولا نصرة لحلب

نشر سابقًا على مصر العربية. 4 أكتوبر 2016.

كان شهر سبتمبر الماضي من أكثر الشهور دموية في سورية. لم تعد قوة ما باستطاعتها إيقاف روسيا عن التبجح المستمر والتصعيد المستمر للقصف الهمجي على حلب، في حين قررت روسيا ترك الغوطة الشرقية التي تحيط دمشق لطيران نظام الأسد؛ فباستطاعته التسلي بقصف الغوطة حتى تنتهي روسيا من تدمير حلب الشرقية بالكامل، بأحيائها وناسها.

وربّما حينها ستفكر روسيا في تصعيد قصف الغوطة. الولايات المتحدة وقفت عاجزة بعد أن أجبرتها روسيا على النزول لسقف شروطها في الأزمة السورية. وبعد محاولات عديدة في التفاوض استسلمت الولايات المتحدة للدب الروسي، وأعلنت أمس 3 أكتوبر إيقاف المحادثات مع روسيا، ما يعني إفلاسها التام في القضية السورية.

بدا أن الهدنة التي استمرت أسبوعًا واحدًا تخللتها خروقات متعددة، كانت سببًا لمزيد من القتل. إذ سرّعت روسيا من وتيرة قصفها الهمجي على حلب فور الاتفاق على ميعاد الهدنة، وقبل بدء تنفيذها. في حين ارتكبت أكبر قصف نوعي فور انتهاء الهدنة حين استهدفت قافلة مساعدات للأمم المتحدة في 19 سبتمبر الفائت. في سبتمبر وحده قُتل ما يقارب الألف ومئتي مدني في سوريا، هذا ناهيك عن تدمير البيوت والحقول والدواجن. كتب أحد السوريين مرة على فيس بوك، أنّ الطيران الأسدي والروسي يقصف الماشية والأغنام وحتى الحمير مثلما يقصف البشر! السبب واضح، فما أبقى المحاصرين في الغوطة وداريا على قيد الحياة كانت الزراعة وتربية المواشي. فلنقصفها إذًا ليموت بالجوع من لم يمت بالقصف.
معركة حلب مستمرة منذ أربع سنوات. ولم يبدُ خلالها أنّ العالم يعطي حلب شيئًا من الانتباه. حين زادت وتيرة القصف والدمار، أطلق نشطاء سوريين حملة #أنقذوا_حلب و #الغضب_لحلب. وحين اشتعلت الحرب أكثر بعد الهدنة الفاشلة، أطلق النشطاء في نهاية سبتمبر حملة #محرقة_حلب في محاولة يائسة لتذكير العالم بأهوال الهولوكوست، وأنّ القتل العمد في حلب لا يقل بشاعة عن بشاعات قتل اليهود في الحرب العالمية الثانية.

لم يكترث العالم! يبدو أنّ مدينة من أقدم مدن التاريخ، بل يقال إنها أقدم مدينة على الإطلاق، مدينة حلب بتراثها ناسها ليست مهمّة لدى العالم.

وفي محاولة لإيقاظ العالم وشد انتباهه للجرائم الروسية اليومية في حلب، أعلن المجلس الإسلامي السوري يوم الجمعة الفائت 30 سبتمبر يومًا لنصرة حلب. وجاء اليوم وبقي العالم متفرجًا لا ينتفض، ولا يتضامن، ولا يحتج، ولا يفعل أي شيء!
قلة قليلة من السوريين المهجّرين في غازي عنتاب استجابوا للدعوة وأقاموا وقفة احتجاجية، وقلة قليلة أخرى في الخرطوم أقاموا وقفة احتجاجية أخرى. في حين لم تخرج أي مظاهرات أو وقفات في أيّ مكان آخر في العالم. وهذا المشرق العربي بدا صامتًا متخاذلاً، لا يعنيه ما يحدث في حلب! لا يعنيه على الإطلاق! في مصر، يكفي أي تذبذب اقتصادي طفيف، لشغل الرأي العام واستغراقه! لا يكترث المصريون على الإطلاق بما يحدث في حلب، ولا تكترث أي مجموعات سياسية مطلقًا بما يجري في حلب.
العالم يقف متفرجًا في حين يحمل السوريون العبء وحدهم، يحملون مآسي القتل والدمار و التخريب. ومن ينجو منهم ويهجّر ويتغرّب يحمل معه ذكريات مكان لم يبق فيه حجر على حجر، ولم تبق فيه سوى الأشباح، ومشاهد الخراب الدمار!

#الغضب_لحلب

#أنقذوا_حلب

#محرقة_حلب

Submit comment

Allowed HTML tags: <a href="http://google.com">google</a> <strong>bold</strong> <em>emphasized</em> <code>code</code> <blockquote>
quote
</blockquote>